ضغوط العمل و عناصر الضغط ال 3
يعتبر العمل من القضايا التي لازمت الإنسان منذ وجوده علي الأرض، وكان هذا العمل ولازال مصدراً للمتاعب ، ولقد ترتب على هذا وما صاحبه من شقاء بعض المخاطر والتحديات أو ما يعرف بالضغوط.
ضغط العمل يحدث نتيجة لوجود متطلبات للوظيفة أو للعمل غير متوافقة مع القدرة العقلية والجسمية والفسيولوجية للموظف مما تجعله غير متوازن في أداء مهامه

مفهوم ضغوط العمل :
ونظراً لأهمية ضغوط العمل فقد أصبح هذا الموضوع أحد المجالات الأساسية لاهتمام العديد من رجال الفكر الإداري، حيث ركزت اهتماماتهم على مستوى التحليل النظري ولم تنل الدارسات التطبيقية نصيباً كافياً ويرجع ذالك لأسباب التالية الأول منها :
كثرة العوامل المسببة للضغوط وتداخلها والسبب الثاني عدم اتفاق الباحثين على مفهوم محدد ودقيق لضغوط العمل.
الضغط بحد ذاته ليس حالة سيئة دائماً، لكن هناك إيجابيات للضغوط إذ أنه يكون فرصة حينما يتضمن احتمال الربح، ونذكر مثال الأداء المتفوق للرياضي في المواقف الصعبة، إن مثل هؤلاء الأفراد يستفيدون من الضغط بشكل إيجابي للإرتقاء بمستوي الموقف والأداء بأقصى ما يتمكنون.
أنواع ضغوط العمل :
يوجد نوعان من الضغوط وهي ضغوط إيجابية وضغوط سلبية وهذا التقسيم للضغوط يأتي وفقا للآثار المترتبة عليها
الضغوط الايجابية :
وهي الضغوط المفيدة والتي لها انعكاسات إيجابية، حيث يشعر الفرد بالقدرة على الإنتاج والانجاز بسرعة وحسم ،كما أن لها آثار نفسية ايجابية تتمثل في تولد الشعور بالسعادة والسرور لديه . وينعكس هذا في مجمله على إنتاجية العمل، حيث إن المهام التي تنفذ بتفوق هي المحددة بإطار زمني لتنفيذها. أما غير المحددة فهي حتى لو أنجزت بدون تحديد إطار زمني فإن انجازها يكون بطريقة سيئة وغير مقبولة
الضغوط السلبية :
وهي الضغوط ذات الانعكاسات السلبية على صحة ونفسية الإنسان من ثم تنعكس على أدائه و إنتاجيته في العمل مثل تلك الضغوط التي ندفع في الواقع ثمنها بالإحباط وعدم الرضا عن العمل بالإضافة إلى النظرة السلبية تجاه قضايا العمل.

عناصر ضغوط العمل :
يرى كل من Wallace & szilagi انه يمكن تحديد ثلاث عناصر رئيسية للضغوط في المنظمة وهي كالتالي:
عنصر المثير:
ويحتوي هذا العنصر على المثيرات الأولية الناتجة عن مشاعر الضغوط وقد يكون مصدر هذا العنصر البيئة أو المنظمة أو الفرد .
عنصر الاستجابة :
يمثل هذا العنصر ردود الفعل الفسيولوجية والنفسية والسلوكية التي يبديها الفرد مثل القلق والتوتر، الإحباط وغيرها .
عنصر التفاعل :
وهو التفاعل بين العوامل المثيرة والعوامل المستجيبة.
مصادر ضغوط العمل :
لم يتفق الباحثون على نموذج موحد لتحديد مصادر ضغوط العمل ولكن وجد بعض التقارب في تحديد مصادر الضغوط في مصدرين رئيسيين وهما الفرد والمنظمة، وقد أضاف البعض البيئة وقسموها الداخلية والخارجية وبعد الاطلاع على عدد من أدبيات ضغوط العمل، سوف نتبنى الرأي القائل أن مصادر الضغوط تأتى من المصادر الفردية التنظيمية.
المصادر الفردية:
وهي مجموعة من العوامل الشخصية التي تسبب بشعور الأفراد بالضغوط من عدمه ومن هذه العوامل:
اختلاف شخصية الفرد كمسبب للشعور بضغوط العمل: قد تكون الضغوط الموجودة في بيئة العمل واحدة، إلا أن الشخصية المختلفة للأفراد هي التي تعطي الفرصة للفرد بأنه يشعر بالضغوط دون شخص آخر.اختلاف قدرات الأفراد، حيث تتفاوت القدرات من فرد إلى آخر، ويلعب ذلك دور في تفاوت الشعور بضغوط العمل، ومن هذه القدرات:
* على تحمل الأعباء والمهام والصعاب.
* القدرة على تحمل المسؤولية وقد تكون مسؤولية الإشراف على الآخرين والمسؤولية عن أشياء مادية للأفراد.
* القدرة على التعامل والتأقلم مع الضغوط : فبعض الأفراد لديهم القدرة على التكيف مع ضغوط العمل، ومع أن مصادر الضغوط واحدة إلا أن لها ردود فعل مختلفة من جانب الأفراد.
* مدى ادارك الفرد للضغوط ، فالأفراد يختلفون في مدى إدراكهم للضغوط من حولهم، ويرجع ذلك إلى التفاوت بين المعاني المدركة بواسطة الأفراد مدى فهمهم وتفسيرهم لها.
الأحداث الضاغطة في حياة الفرد ، يتعرض الفرد من حين لآخر إلى أحداث في حياته الشخصية تمثل قدراً من الإثارة والضغط النفسي وهذه الأحداث بما تسببه من توتر ينتقل تأثيرها إلى العمل مثل وفاة الزوجة أو الزوج او الطلاق أو مرض أحد الأبناء أو تدهور البورصة .
العناصر التي لها ارتباط بالفرد كمصدر للضغوط:
* البيئة: إن البيئة الخارجية للفرد قد تكون مصدراً للضغط بما قد يحدث فيها من تغيرات اجتماعية وسياسية وقانونية واقتصادية .
* الأسرة : قد تكون الأسرة مصدرا لبعض الضغوط بسبب توقعاتها من الفرد، وتعارض متطلباتها مع متطلبات العمل، وما يحدث في الحياة الأسرية من تغيرات جوهرية كحالات الوفاة والمرض .
* الأحداث الشخصية : يتعرض الفرد من حين لآخر إلي أحداث في حياته الشخصية تمثل قدراً من الإثارة، وضغط النفس، وهذه الأحداث بما تسببه من توتر ينتقل تأثيرها إلي العمل.
* تأثير شخصية الفرد: وجدت بعض الأبحاث إن هناك شخصيات حيوية وحادة في طباعها تتميز بالرغبة في العمل الدؤوب والتسابق مع الزمن وعادة يتحمل هؤلاء الأشخاص درجات عالية من التوتر والضغط النفسي .
* عدم توافق شخصية الفرد مع متطلبات التنظيم الرسمي: تميل المنظمات كبيرة الحجم إلي الأخذ بالشكل البيروقراطي المتقيد بلوائح وإجراءات رسمية، فيتعارض ذالك عادة مع رغبة الأفراد العاملين في الاستقلالية والتصرف بحرية، وذالك بإجبارهم على الإلتزام بالأنظمة والإجراءات والقواعد الرسمية التي تحد من المبادرة أو الإبتكار أو الإبداع، ويلقي ذلك التعارض ضغوط نفسية على العاملين .
* مشاكل الخضوع للسلطة: تتميز المنظمات بوجود هيكل متدرج عن السلطة الرسمية ويختلف المرؤوسين في قبولهم لنفوذ سلطة الرؤساء، وهذا يؤدي إلي الشعور بالتوتر لدي البعض.
* اختلال العلاقات الشخصية: تؤدي العلاقات الشخصية بين الفرد وزملائه في العمل دوراً هاماً في الحياة العملية، فهذه العلاقات قد تنتج عنها إشباع الحاجات النفسية والاجتماعية كالتقدير والاحترام والصداقة وغيرها، أما إذا اسيئ استغلال هذه العلاقات فإنها بلا شك ستتصف بسمات العداء والكراهية، وقد تتعمق هذه السمات إلي الحد الذي يؤدي إلي انفصال الفرد أو ما يشبه حالة اغتراب.
مصادر ترجع لطبيعة للعمل :
* وظائف بطبيعتها تتضمن ضغوط عالية : مثل رجال الإطفاء وكبار المديرين، والجراحين ،ورجال الأمن، في حين يوجد وظائف أخري مثل وظائف المحاسبين وخبراء التأمين أقل ضغوطاً ولقد أجرى بحث تضمن مئات الوظائف وتم المقارنة فيما بينها من حيث الضغوط الواقعة على العاملين فيها في ضوء عدة معايير.
و تشمل : الوقت الإضافي، حصص العمل، ضغط الوقت، المتطلبات البدنية، الأحوال البيئة ،المخاطر، مقدار المبادأة المطلوبة، مواقف الكسب و الخسارة والعمل في أعين الناس . وتتضمن تلك الوظائف ضغوطاً أكثر من غيرها لعدة أسباب هي :
1- أنها في معظم الأحوال تتضمن اتخاذ قرارات خطيرة .
2- تحتاج إلي تركيز مستمر لعمليات المراقبة للأدوات والأجهزة .
3- تحتاج إلي تكرار تبادل المعلومات مع الآخرين .
4- العمل في ظروف مادية صعبة مثل العمل في الظلام
* صراع الدور: يحدث هذا الصراع بين متطلبات دور الفرد في العمل، ودوره في غير العمل مثل واجباته الأسرية مثلاً، .فدخول كلا الزوجين للعمل طوال الوقت يخلق نوعا من التعارض بين متطلبات العمل ومتطلبات الحياة الأسرية فتوقعات الزوج أو الزوجة والأطفال ستتعارض بالطبع مع متطلبات الرؤساء والزملاء في العمل . وهذا النوع من صراع الدور يؤدي إلي تزايد الضغوط الواقعة على الفرد بسبب العمل.
ويوجد عدة صور من صراع الدور في المنظمات تتكون من العناصر التالية:
1- تعارض أولويات مطالب العمل.
2- تعارض حاجات الفرد مع متطلبات المنظمة.
3- تعارض مطالب الزملاء مع تعليمات المنظمة.
4- تعارض قيم الفرد مع قيم المنظمة التي يعمل به.
*غموض الدور: ويعني غموض الدور الإفتقار إلى المعلومات التي يحتاجها الفرد في أداء دوره في المنظمة، مثل المعلومات الخاصة بحدود سلطته ومسئولياته، والمعلومات الخاصة بسياسات وقواعد المنظمة، وطرق تقييم الأداء وغيرها ويترتب على ذلك أن يصبح الفرد غير متأكد من متطلبات وظيفته مثل عدم معرفته بالتوقعات المطلوبة منه للأداء وكيفية تحقيق هذه التوقعات.

ويعتبر غموض الدور سبباً مهماً لضغوط العمل فقد أشار ألتويم إلى أن ماكتيل قام بإجراء دراسة أوضحت أن غموض الدور يمثل مصدراً لضغط العمل بالنسبة لحوالي (35%) من عينة الدراسة، وأن غموض الدور يؤدي لزيادة التوتر والشعور بعدم جدوى ما يبذلون من جهد وانخفاض الرضا الوظيفي لديهم.
وقد تبين أن أسباب غموض الدور ترجع إلى :
* عدم إيصال المعلومات الكافية إلى الموظف فيما يتعلق بالدور المطلوب منه في العمل خاصة من المشرفين، فهذا الخلل في المعلومات كثيراً ما يحدث مع الموظف الجديد.
* تقديم المعلومات المشوشة والغير واضحة من القائد للمرؤوسين، خاصة عندما تحمل هذه المعلومات مصطلحات فنية غير معروفة للموظف. إسناد مهام غير واضحة في كيفية التنفيذ.
* عدم وضوح النتائج المترتبة على الدور المتوقع من الفرد، ويحدث أيضاً ، عندما يتجاوز الفرد الأهداف المطلوبة منه أو يخفق في تحقيقها.
* المسؤولية عن الآخرين: إن الأفراد المسئولين عن آخرين يواجهون ضغوط أكثر من غيرهم لذلك فإن وظائف المدراء في المنظمة هي التي تتحمل التكاليف الإنسانية لسياسات المنظمة وقراراتها .
المرجع المعتمد
عتيقة حرايرية. استراتيجيات إدارة الضغوط المهنية كمدخل لتفعيل الإدارة المدرسية الحديثة قراءة تحليلية .